أشقق بحيزومك
أشْقُقْ بحَيْزومِكَ الآفاقَ واللُججا (١)
سِرْ بالعزائمِ مدْفوعاً بها ، هَزِجا
وامْخر بجاريةٍ يَمّاً تطوفُ بها
بحْراً له جاش عزْمٌ حازَ مُفْتَرجا
سابِقْ إلى هادرٍ ، واحْزم إليهِ سُرىً(٢)
واشْددْ ذراعاً متيناً ، وانْفض العَججا(٣)
مَتّعْ جبينا بماءٍ صار مُنحدراً(٤)
مِن وهْج شمسٍ لهوبٍ لافحٍ ، أرِجا
ما مِنك مَن لم يزلْ من طبعهِ هَجِعاً
في نومةٍ حالِماً ، من كُحْلهِ غَنِجا(٥)
ما منك مَن لم يزل مُسْتَمرِضاً ضَجِراً
مُسْتسلماً خاملاً لليأس ، مُنْبٍعجا(٦)
بالقيل والقال ، مشغولاً بلا هدفٍ
يَسْري بما قد غدا ، ذا حيرةٍ لججا
بحرٌ أنا كافلٌ مُسْتَودَعٌ نِعَماً
في عُمْقهِ صَدَفٌ ، والرِّزقُ قد فُرجا
له الرسولُ دعا خيراً فيا شَرَفاً(٧)
سَلْ مَن يسيرُ على نهجٍ به وشَجا
قُم ، طالما ، حثَّ مَن في هزعةٍ يَقِظٌ
مَن ، طالما ، نائماً لم يَرْتَدِ الخُلُجا
أبْحِرْ إلى أنْ ترى مطلوبةً قَرُبَت
بِوَصْلها تُقْتَ ، حتّى بِتَّ مُخْتلِجا
سِرْ إثْرَ مَن سائرٌ في ظِلّهِ لَهِفٌ
نُوَيْرسٌ صائدٌ ، يرمي بها حِوَجا(٨)
مُستحملٌ هاجراً ، لا خائفٌ سَجِلاً
مِن غيمةٍ ودَقَت ، أو سابلاً ثججا(٩)
ضارٍ على جادفٍ مُستأنسٌ غَلَساً
والٍ على نابضٍ ، لا يبغِ ما خَدِجا(١٠)
لا نوم َ ، كم ساهرٍ مُسترزقٍِ غبَشاً
في هِمّةٍ ، صاعدٍ للموج قد عَرجا
مُسْتحضِرٍ ثقةً ، يبْغي بها رغَداً
إذ ليس ، مُرْتبكاً ، في عزْمهِ ، حَرِجا
إنْ تَلْقَ موجاً طمى ، في رِدْفهِ لُطَمٌ
أو هائجاً كِسَفاً ، فاصْعدْ لهُ دَرَجا(١١)
ما زلتَ سيّدَها في أمْرِها هِمَمٍ
كما تُرى دائماً ، صَلْباً خلا عِوَجا
هذا الدُّعا ، صادقاً أتلو ، وأرْسُمُهُ
بما حوى ، ما دجا ، من هازعٍ ، وسجا
- مناسبة القصيدة : رؤية قارب صيد واسراب النورس تحلق فوقه لتقتات من الصيد .
(١) الحيزوم هو صدر السفينة ومقدمتها
(٢) وقت السرو في الليل وهو خروج الصيادين وقوارب الصيد الى البحر قبل ان يعودوا في اول الصباح .
(٣) الغبار .
(٤) اشارة الى عَرَق الجبين بفعل حرارة الجو.
(٥) الليونة والميوعة .
(٦) الضعف والاستسلام
(٧) اشارة الى حديث الرسول الكريم عن عمان بانّ البحر ينضح من ناحيتها ، ودعا لاهلها بالبركة في الرزق .
(٨) جمع حاجات .
(٩) المطر والمسيل منه .
(١٠) رابط الجأش لا يتبع ما هو ناقص
(١١) كسِفاً : قِطَعاً