أهْدانيَ الحُبُّ
( بحر المُجْتَثّ )
شعر : حمد الراشدي
ماينز - ألمانيا
٣ ربيع الأول ١٤٤٧ هـ - ٢٧ أغسطس ٢٠٢٥ م
أهْدانيَ الحُبُّ فَأْلا
فَقُمْتُ بالفَأْلِ وَصْلا
وقُلْتُ لِلْهَمِّ غادِرْ
كفاكَ بالقلْبِ شُغْلا
دَعْني فحَسْبي مُرادي
إليه نَقْصُدُ سُبْلا
مِنّا إليْنا قَريبٌ
وليسَ يَمْنَعُ سُؤلا
ويْلي وقد حاد دَرْبي
عَنِ الصَراطِ وَزَلّا
يَوْمَ اغْتَرَرْتُ بِنَفْسي
وقُلْتُ إنِّي وإلّا
ولا كلامَ لِغَيري
والرأْيُ لي حِينَ يُدْلىٰ
نَسيتُ أنّي تُرابٌ
إليه أُنْسَبُ أصْلا
عليهِ أمْشي وأَمضي
واخْتَلْتُ مَشْيًا ورَسْلا
ولمْ يَدُرْ في خيالي
أنّ الذي دُسْتُ جَهْلا
مَنْ كانَ في الخَلْقِ أصْلي
والآنَ لِلْعَظْمِ أبْلى
إنِّي إلى اللهِ ربِّي
أَؤوبُ روحًا وعَقْلا
ولَسْتُ مالِكَ أَمْري
وليسَ ليْ عَنْه ظِلّا
أحْيانِيَ العُمْرَ فَضْلًا
ولَمْ يَذَرْنِيَ عُطْلا
لَبِسْتُ دُرَّ المَعاني
والْهَدْيُ أوْثَقَ حَبْلا
جُبْتُ الحياةَ بِعَرْضٍ
عَبَثْتُ حُلْمًا وَدَلّا
طاشتْ هُناك الأماني
والطّيْشُ ضَيَّعَ نَبْلا
يا شَوْطَ رَمْيي قَصيرٌ
ما زِلْتُ أحْلُمُ طِفْلا
خاطَبْتُ في الليلِ بَدْرًا
لَعَلَّ يُلْهِمُ حَلّا
بالطَّوْعِ يَحْملُ عَنِّي
حُلْمًا بِما ناءَ حِمْلا
قالَ الليالي كِتابٌ
اقْرأْ كما شِئتَ جَزْلا
تَعْرِفْ بأَنَّكَ جُرْمٌ
نَحْوَ المَسارِ تَوَلّىٰ
ولنْ تحُوزَ نَوالًا
إلّا بما اللهُ أمْلىٰ
عِشْتَ الرّجاءَ حياةً
لِبعضِ ما قُلْتَ أحْلا
في الغَيْبِ ثَمَّ صُروفٌ
تُدَبِّرُ الأَمرَ أجْلىٰ
ورُحْتَ إنْ هِيْ تَوانتْ
تظُنُّ رَدّا وَويْلا
حتّى إذا ذُقْتَ يَأسًا
يَأْتي لِما رُمْتَ رَتْلا
يَأْتي بأَعْظَمِ قَدْرٍ
يَفُوقُ ما كانَ يُتْلا
أُكْرِمْتَ ، نِلْتَ سَخاءً
والسُّحْبُ زادَتْكَ هَطْلا
مِنَ الكَريمِ تَعالىٰ
بَعْدَ الزَّمانِ وقَبْلا
هُوَ العظيمُ إلٰهي
مَنْ ذا يُجادلُ طَوْلا ؟
مِنْهُ المكارِمُ فاضتْ
والْمَنْعُ ما حادَ عدْلا
مَوْلايَ بابُكَ طَلْقٌ
لِمَنْ لِبابِكَ دُلّا
وحينَ يَطْرُقُ عانٍ
أهْلًا تَقولُ وسَهْلا
لاشَيءَ غيْرَ تُقاةٍ
تَكْفيه حتّى وكَلّا
أنْتَ القَريبُ بَعَفْوٍ
أنْتَ السّميعُ تَجَلّىٰ
أنتَ الذي حينَ تَشفي
زالَ السُّقامُ وَوَلّىٰ
أنْتَ اللطيفُ بَعَبْدٍ
قامَ الليالي فَصَلّى
مِنْ أجْلِ وَجْهِكَ عانَىٰ
يُغالِبُ السُّهْدَ ذَبْلا
فالْطُفْ بَعَبْدِكَ رَبِّي
وابْدِلْه بالضُعْفِ حَوْلا
وامْنَحْ عزيزًا شِفاءً
يا مَنْ تَعالى وَجلّا