عَهدْتُكِ خَضراءَ
عَبَقْتِ بِرَيْحانِ السِّنينِ فُؤاديا
ولَمْ أَرَ مِثْلَ اليومِ فيكِ تَواريا
عَهدْتُكِ خَضْراءَ الغُصونِ نَضيرةً
فما لِلْغُصونِ الخُضْرِ أضْحتْ عَواريا ؟
أَيا سِدْرَةً كمْ قِلْتُ يَوْمًا بِظِلِّها
وقَلَّبْتُ أفْكاري وَأَرْسَلْتُ رانِيا
وكمْ قَدْ مَدَدْتِ الغُصْنَ فَوْقي بِخُصْلَةٍ
وَقَتْني احْتِرارًا واللهيبَ وذارِيا
لِعامَيْنِ ما للزَّهْرِ مِنْكِ مَطالٍعٌ
وما انْعَقسَتْ مِنْكِ الذَّوائبُ دانِيا
ظَنَنْتُ مِنَ الأُولىٰ ضَنِنْتُ بسَقْيَةٍ
فَزِدْتُ بها سَجْلًا مِنَ الحُبِّ ضافِيا
وراقَبْتُ لِلأزْهارِ عَوْدًا بِعِطْرِها
فجاءَتْ هِيافًا ذابِلاتٍ صَواديا
تَأَمَّلْتُ في الأُخْرى اسْتِعادَةَ رَوْنَقٍ
ولٰكنَّ ذي الآمالِ خانتْ حِسابيا
أُقَلِّبُ كَفِّيِ في احْتِيارٍ ولَوْعَةٍ
أُسائلُ نَفْسي والفُروعَ العَواليا
أَهَلْ للسَّدْراتِ شَوْقٌ يَنوبُها
كما نَابَني يَوْمًا وكانتْ دَوائيا
أَمِنْ جَفْوَةٍ مِنِّي الخميلةُ تَشْتكي
وتَحْبِسُ آلامًا وتُظْهِرُ ذاوِيا ؟
فَوَاللهِ ما يَوْمٌ قَضَيْتُ بِجانِبٍ
وما كُنتِ غَيْرَ الهَمْسِ في القلبِ حادِيا
وما نَظَرتْ عَيْني سِواكِ لِسِدْرَةٍ
وما أنْتِ إلاَّ الحُبُّ في القَلْبِ راسِيا
وإنِّي على الصِّدْقِ الوَقورِ سَجيَّةً
أَجُوبُ بهِ سَهْلًا وأَعْبُرُ وادِيا
أَكونُ على الإيفاءِ وُدًّا وصُحْبَةً
أَذُمُّ التَّراخي في الوِدادِ وجافِيا
وإنِّي وربِّي لنْ أَميلَ لِبُرْهةٍ
ولنْ أَتْرُكَ اللحْظاتِ ، لا والثَّوانيا
سأفْديكِ نَفْسًا ، والفِداءُ فضيلةٌ
إذا فاضَ حُبًّا ، والعُيونَ الغَواليا
إلى أَنْ أَرى الأفْنانَ مِنْكِ ظَليلةً
كما كُنْتِ يوْمًا لِلقصيدِ ملاذِيا