أيا حُسْنًا
أيا حُسْنًا للوْحاتِ الغُروبِ
ولوْنِ الشّمْسِ والأُفُقِ المَهيبِ
تَحَلَّى بِاصْفِرارٍ في أَصيلٍ
تَبَسَّمَ في الْمَرابعِ والسُّهوبِ
بدا الشَّفَقُ البَهِيُّ على ثِيابٍ
بِكُلِّ مُذَهَّبٍ رَفِلٍ قَشيبِ
وقَدْ كُسِيَ السَّحابُ كِساءَ تِبْرٍ
يَقيهِ العَسْجَدِيُّ مِنَ الشُّحوبِ
تَرى الأنْحاءَ قد نَفضَتْ هَبابًا
وكان قَذىً على النَّظَرِ الرَّحيبِ
وفي النَّسَماتِ بَوْحٌ مِنْ دَلالٍ
يُعالِجُ مِنْ تَجاعيدِ القُلوبِ
سَماءٌ فَوْقَ سَهْلٍ فَوْقَ أَرْضٍ
مَساءٌ حَلَّ سَهْلًا كالحبيبِ
إلى الجَبَلِ الفخيمِ شَدَدْتُ رَحْلي (١)
تُصاحِبُني المُروؤةُ مِنْ نَجيبِ (٢)
ومِنْ عِقْدٍ مِنَ الأهلِينَ زاهٍ
وخاتِمَةٍ مِنَ الوَلَدِ اللّبيبِ (٣)
نَطوفُ على الرّوابي كلَّ صَيْفٍ
وتَغْمُرُنا بِدِيماتِ المَسيبِ
إلى قِمَمٍ نَتوقُ وعِلْعِلانٍ (٤)
ورُمّانٍ يُلاقِينا بِطيبِ
وبَلْداتٍ ووِدْيانٍ وقَوْمٍ
مِنََ الشُّهْمِ الصِّلابِ على الخُطوبِ
حَباها اللهُ فامْتازتْ عليلًا
متى جِئْنا أَسِفْنا لِلْمَغيبِ
وما عَوْدي إليْها كُلَّ عامٍ
سِوى شَغَفٍ بطَيَّاتِ الوَجيبِ (٥)
إليْها الشََوْقُ لا يَخبو بِبُعدٍ
ولا وَقْتٍ مِنَ الزَّمنِ الرَّتيبِ
سُوَيْعاتٌ قَضيْناها وِدادًا
وقد خَفَقَتْ بأَجْنِحةِ الهَبوبِ
كذا الأوقاتُ حينَ تكونُ سَعدًا
نصيبٌ قَلَّ مِنْ عُمْرٍ سَروبِ
١- الجبل الأخضر من داخلية عُمان .
٢ - ٣ وَلَداي محسن ومحمد
٤- العِلْعِلان : من الشجر المتميز في الجبل الأخضر .
٥- القلب .