ليت دنياكَ
ليت دنياكَ حاضرٌ لا غيابُ
أين منّا مُنىً قليلاً تُجابُ
حفظ الله أهلَنا هم عِزازٌ
إن وَقَرْنا أو لاح فينا خِضابُ
وكذا هم وِلْدٌ لنا إذ تَراهم
في سرورٍ فأَوْرقِي يا عِنابُ
إنْ أقاموا قرّتْ و نامت عيونٌ
ومتى غابوا زاد شوقٌ وصابُ
هم نَضيرُ الحياةِ ما دام حبٌّ
يَسْقِها أحْشاءً حوَتْها جِنابُ
قبلُ كنّا مِن والديْنا بحُضنٍ
ثُمّ صاروا لَزْماً لنا أصحابُ
ناوشتْنا في العابرين هِناتٌ
عاورتْنا وحولُها والهِضابُ
إبتَهجْنا بحُلْوِها وانْتَشيْنا
ثُمّ عُدنا أدراجَنا لا عتابُ
ورَشفْنا كأساً ، فما منْه ذُقْنا
أبَوَانا عانا بها واسْتصابوا
غادر الوِلدُ دارَهم ثُمّ جابوا
ما سَلَكْنا درْباً وفينا شَبابُ
مُفْلِقٌ أكباداً لنا حينَ يَخْلو
بيتُنا مِنهم ، يَصْطلينا عذابُ
إنْ يكونوا مِن بُعْدِهم في زحامٍ
للعُلا ، لا يُعابُ في ذا غيابُ
أو يكونوا في ثاغرٍ مُرْتَماهُم
حيثُ يَسْمو مَنْأَىً ويَعْلو نِصابُ
أو يكونوا من عَيْشِهم في جهادٍ
في علومٍ تُرْجى ، فماذا يُرابُ؟
ألحَبارى ما صيْدُها عند خِدْرٍ
في الْبراري صيادُها والطِّلابُ
والْفتى مَنْ نُريدُ يَضْحى هُماماً
كَفَّ ريحٍ يَعْلو وما لُزَّ بابُ
إنَّ مَن رام مُرْتجىً عن طموحٍ
فعليهِ الغُدْواتُ ثُمَّ الإيابُ
كيف تُجْنى ثمارُها نخلةً ، ما
لَمْ يُعانَقْ عِذْقٌ علاهُ سحابُ
سِرْ وبادر ، أَهْضابُها شائكاتٌ
عيشةٌ ، لا ضاقَتْ عليها رحابُ
لا جَفاءً لِمنْ سَعى ، جال ردْحاً
طائفاً حتّى عاد تَمَّ قُرابُ
خيْرَ حِفْظٍ ، أَولادنا إنْ تَوارَوا
مُهْتَداهم نورٌ جلا و الْكتابُ