حَكى بِوُضوحٍ
( بحر الطويل )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
١٨ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ - ١٦ مايو ٢٠٢٥ م
حكىٰ بِوُضوحٍ والوُضوحُ خِطابُ
وأَغْدَقَ كالسِّلْسالِ ما لا يُشابُ
وإنَّي أُصيخُ السَّمْعَ كُلَّ فَضيلةٍ
وليسَ ابْتِذالًا في العِراصِ يُرابُ
وما عَنَّ مِنْهُ والحَديثُ عِنايَةٌ
بِهِ السُّؤْلُ سَبْرٌ والجَوابُ رِحابُ
يجودُ بِبنْتِ الفِيهِ تأتي رَزينةً
وإنْ هِيَ مالتْ لا يَميلُ صَوابُ
أتوقُ إلى الخِلِّ الذي إذْ يَزورني
فَيَبْسطُ أفكارًا لها العِلْمُ بابُ
وأَحْلُمُ بالصُّحْبِ الذينَ تَسابقوا
على الفِكْرِ يُبْدَىٰ والصَلاحُ مَثابُ
وأَشْتاقُ قَوْمي في المَكارِمِ سَيْرُهُم
عَليْها النُّهىٰ طَرْقًا إلى أنْ يُجابُوا
وأهْفو إلى اليومِ الذي ليسَ مُعْجِزًا
فيُعْلَنُ يَوْمًا لِلعُقولِ مآبُ
وتُوصَدُ أبْوابُ التَوافهِ جُمْلَةً
فلا لِطَنينٍ والنَّديمُ ذُبابُ
ولا غِيبةٌ تَغْزو الضُلوعَ نِصالُها
ولا مِنْ مَديحٍ والصُّدورُ حِرابُ
ولا مَقْطَعٌ بالْمُلْصَقاتِ مُشَبَّعٌ
يَقولُ ابْشِروا إنَّ التُّيوسَ حِلابُ
ولا نَصُّ تَرْويجٍ وفَحْوىٰ رسالةٍ
تقولُ اسْتَظِلُّوا والبُروقُ خِلابُ
عجيبٌ بِنا أنَّ الدّعايةَ أصْبَحتْ
تَضِجُّ اسْتِلابًا ، لِلْجُيوبِ مَصابُ
وذا مِنْ عُلا دُورٍ تَكَرَّسَ دَوْرُها
لِوَصْلِ الوَرىٰ غابوا وجابوا وآبوا
غريبٌ على الأخلاقِ تأتي مَساءَةٌ
ومُرْسِلُها مِمّنْ هَداهُ كتابُ
مشاهيرُ ؟ لا ، بلْ راكبونَ لمَوْجَةٍ
لها زَبَدٌ بالسّادرينَ ذهابُ
طَفَتْ فِقَعٌ والفارغونَ وراءَها
ويَأتي بِفِعْلِ الفارِغينَ خَرابُ
لقَدْ خَفَّ في الميزانِ وَعْيٌ ومَنْطِقٌ
و جارَ على الأخلاقِ مِسْخٌ وعابُ
تَرى العابثينَ التافهينَ تَحَذْلَقوا
ومالَتْ بِعَزْماتِ القُلوبِ رِغابُ
ومِنْ عَجَبٍ بالنّشْرِ كَرُّوا عِمايةً
ولوْ أبْصَروا فالرّأْيُ منهمْ شِهابُ
ولكنْ لِألبابِ الرّجالِ غِوايَةٌ
كما غَرَّ بالعَمّاتِ قِيلَ خِضابُ