مرثية في معالي الأستاذ عبدالعزيز الروّاس ، المستشار الثقافي ووزير الإعلام الأسبق في عَهدِ جلالة المغفور له السلطان قابوس ، والذي وافته المنيّةُ مساء ١٨ أغسطس ٢٠٢٤ م .



حُكْمٌ لها الأقْدارُ حِينَ تَجولُ

لِنَوى الأكارم سَيفُها مَسلولُ

وكذا هُوَ المَوْتُ الذي مِنْ صُلْبِها

يَهْوي قَضاءً بالرّدى ويَصولُ

وعلى النُّفوسِ يَحِلُّ وَقْتَ كتابِها

قَدْ خُطَّ فيهِ مَوْعدٌ ورَحيلُ

لاشيْءَ يَمْنَحُ ذا الرّحيلَ مَناعةً

وعلى المَصارِعِ مُصْبِحٌ ويَقيلُ

قُبِضَ الشّبابُ فُتُوَّةً بِأَوارِها

وعلى الكُهولِ غِشاوةٌ وسُدولُ

فَلِكُلِّ روحٍ ساعةٌ لِصُعودِها

ومتى تَحِلُّ فما لها تَأْجِيلُ

ولكُلِّ نفْسٍ مَرْبَطٌ في غَيْهَبٍ

تُفْضي إليْهِ إذا اسْتَحقَّ سَبيلُ

وهِيَ المَنايا لا يَرُدُّ نِداءَها

إلاّ الإجابةُ والجوابُ قُبولُ

تَمْضي بنا الأقْدارُ حيثُ مآلُنا

ولقد خُلِقْنا ، للرُّجوعِ نَحولُ

وبهٰكذا جَعَلَ الإلٰهُ تَواتُراً

كُلَّ الخَلائقِ للإيابِ تَدولُ

يَنْعَى الفؤادُ كما نَعَتْ أوْرادُهُ

" عبدالعزيزِ " لهُ سما تَرْتيلُ

فلقد أجابَ الحقَّ في عَزَماتِهِ

والحقُّ نُورٌ في السّماءِ شَعولُ

رَحَلَ المُعَلِّمُ طاوِياً صَفَحاتِهِ

والرَّسْمُ باقٍ ، مُرْشِدٌ ودَليلُ

ذَهَبَ المُنافِحُ حاملاً شُعْلاتِهِ

والزَّيتُ ضافٍ و الذُُّبالُ فَتيلُ

عَضْبُ السّيوفِ على الفُلولِ عَصيَّةٌ

وكذا الرّجالُ الصُّلْدُ حِينَ تَقولُ

والغائبُ الفَذُّ الذي صَعَدَ الذُّرى

قد صالَ في الحَدَثانِ وهْوَ سَلولُ

واخْتارَهُ ال " قابوسُ " حَمْلَ مُهِمَّةٍ

فمَضىٰ لها ، وبها الذِّمامُ ثَقيلُ

ما غادرَ الوَطَنَ العظيمَ بيانُهُ

وبِذا البيانِ تقاصَرَ التّأْويلُ

وعُمانُ إذْ بلَغَتْ أقاصي مَجْدِها

فَلِقائدٍ أوْفىٰ ، كما وَرَعيلُ

ووزارةُ الإعلامِ وُفَّتْ حَقَّها

فهُوَ المُصاحِبُ جانِباً وعَقيلُ

وصحافَةٌ بَرَزَتْ وشُدَّ نِطاقُها

وَرعىٰ لها جُهْداً فزادَ حَصِيلُ

ورأيْتُهُ يَبْني العُقولَ جَراءَةً

ويَروغُ لِلْهِمَمِ الكبارِ يَعولُ

ومُزاوِلاً لِلْجِدِّ فِيهِ سَجيَّةً

ولحاجةٍ تُقْضى ، فليسَ بَديلُ

فَهِمَ الرِّفاقُ الدَّرْسَ حتى أرْدَفوا

فوْقَ السَّنامِ فما ارْتخىٰ مَجْبولُ

إنّ المَصاعبَ للنّفوسِ كريمةٌ

فَهيَ المُرَبِّيْ ، للنَّجاحِ كفيلُ

ولَدَى البدايةِ فالجلامِدُ جّمَّةٌ

لِلفَتِّ فيها مَضْربٌ وعُقُولُ

ودِرايةٌ وعنايةٌ وتظافُرٌ

بَيْن السّواعدِ ليسَ فيه خُمولُ

وبذا مَضى التبْليغُ يُعْليْ صَوْتَهُ

بِرسالةٍ ما شابَها تَضْليلُ

وبِنَهْضَةٍ غَرّا تَرَسَّخَ رَسْوُها

مِثْلُ الجِبالِ إلى السّماءِ تَطُولُ

ولكُلِّ ضَوْءٍ مِنْ سَناها شُعْلةٌ

ولها الرّجالُ كتائبٌ ورسُولُ

إنَّ الذي أَرْثي هُنا بمحاسِنٍ

جَمعَ الشمائلَ في الكِرامِ عَدولُ

قِيلَ الرَّثا يأتي بَكَسْرِ رَوَيِّها

ومكانُ مَنْ أرْثي لهُ التَّبْجيلُ

إعْرابُ ما أدّىٰ هُوَ الرَّفْعُ اسْتَوى

وبِحَزْمِهِ فالفِعْلُ جِدُّ فَعُولُ

رَحِمَ الإلٰهُ أبا البَناتِ فقد زكىٰ

بِنَقائهنَّ لَهُ العُلُوُّ نَخيلُ

إنّ البناتِ نسائمٌ ، ولجَنّةٍ

يُهْدينَ بُشْرىٰ ، والمَقامُ جَليلُ

هُنَّ اللّواتي لِلْأُبُوَّةِ شَهْدُها

وُصِلَتْ بِهنَّ مَراحِمٌ وأُصولُ

يا ربِّ أكْرِمْ في الثّرى جَسَداً ثَوىٰ

والسَّقْيُ مِنْكَ تَفَضُّلٌ مَوْصولُ

ومَعَ الوفودِ إذا الْتَقاكَ بِمَحْشَرٍ

فاجْعَلْ لَهُ الفِرْدَوْسَ ثَمَّ يَؤولُ