دعوُها
( بحر الوافر )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
٥ جمادى الأولى ١٤٤٤ هـ - ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٢ م
دَعُوها تنشرُ الفحوى بيانا
و توفي في التفاصيل الزمانا
دعوها تكتبُ الموضوعَ مَتْناً
يَدُلُّ على الصوابِ إذا عَدانا
على الصُحُفِ التي رسَخَتْ عُهوداً
و كم سمقتْ كما شمختْ رُبانا
" عُمانُ " هي التي " وَطَنٌ " تسامى (١)
وأجْمَلَ في المقالِ كما أبانا
تتوْأمَ فيهما قلمٌ و حرْفٌ
أضاءَ الفكرَ و اجْتنبَ الضِّغانا
و في الخمسين أو نيفٍ مديدٍ
يتيهُ اليومُ إذ صَعدا مكانا
و كم زهرَتْ سنونُهما بجهْدٍ
و ما عرفا به لهما اسْتِكانا
و بالعملِ الذي برع الْتزاماً
أزاحا الشدَّ و الإزَمَ الرِّعانا
مع الأحداث كان لها مسارٌ
تحرّى الصدقَ محفوظاً مُصانا
" شبيبةُ " رُؤيةٍ " جاءا رديفاً (٢)
وما فرِغا يُجيلان الطِحانا
جميلُ القولِ عندهما وسيعٌ
بهِ دارت وما وقفت رِحانا
بذي الأيامِ كم جَرَفَ انْتشارٌ
بما طفحتْ بهِ الشَّبكاتُ آنا
فهل يبقى لدى اليوميّ سَبْقٌ
يُعادلُ ما انْبَرى أمْساً و بانا؟
نعم ، بُسِطَ المجالُ لذي مقالٍ
يَسدُّ غليلَ مَن أصدى و عانى
و في التحليلِ إنْ كُتِبَ اشْتِمالاً
لمُجْمَلِها رؤىً كسبَ الرِّهانا
وفي التقرير والتحقيق ِ فيْضٌ
بما قَصُرَتْ به الأخبارُ جانا
وفي غُرُفِ الصحافةِ بانْتظامٍ
يصولُ الرأيُ نقْداً وامْتِنانا
و في العصر الذي زاد الْتِماعاً
صَحافتُنا بدتْ حجَراً صُوانا
جرى التبديلُ في الصفحات لكنْ
بَقتْ طُولى و ما برحتْ سِمانا
فمسْروداتُها رصنتْ و فاضتْ
و كُتّابٌ بها نَسجوا المِتانا
بأقلامٍ بها عرفتْ طريقاً
إلى الأفكارِ نُضجاً واتّزانا
و ما مالتْ صحائفُها ليومٍ
عن النهجِ الذي ثَرَّ ائْتِمانا
لها رِيَشٌ إذا سطرَتْ و خطّتْ
فقد كتبتْ كما ترضى الأمانا
وإنْ مَسَكَ البنانُ دواةَ حِبْرٍ
تزاهى الحبرُ خَضَّاباً وزانا
متى تجري الأناملُ مِن حصيفٍ
إلى المَعْنى يقود وما توانى
و هل تحْيا الصحافةُ دون فِكرٍ
يقوم لهُ الذي مَسك العَنانا ؟
بمضْمونٍ يُناجي العقلَ ودّاً
وتنويرٍ يُباهي الشمْعدانا
نَظَمْتُ هنا لكيْ أُذكي غراماً
و أُذْكي الحُبَّ مخْتوماً عُمانا
١- جريدتا عمان والوطن
٢- جريدتا الشبيبة والرؤية