قاتل اللهُ الرَّتابَه
( بحر مجزوء الرَمَل )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
٢٠ رجب ١٤٤٥ هـ - ١ فبراير ٢٠٢٤ م
قاتلَ اللهُ الرَّتابَه
أغْلَقتْ للقَلْبِ بابَه
عَبَثاً يَبْغي نجاةً
مِن فَناءٍ إذْ أصابَه
عاش ميْتَاً مَن تَقَضّى
يأكُلُ الخوفُ شبابَه
وقَضَى الأيامَ طُولاً
يَلْعنُ الحَظَّ ذِهابَه
مِنْ سرابٍ وأماني
مَدَّ في العُمْرِ رِحابَه
يجْلِسُ البائسُ دَوْماً
بينَ أحْراشِ السّحابَه
يَنْسجُ الأحلامَ دُوراً
ثُمّ يَطْويها ثيابَه
يحْسِبُ الأقْدارَ تأتي
كُلَّما خَطَّ حِسابَه
دونَ خطْوٍ أوْ حِراكٍ
مِنْهُ يُدْنِيها مَثابَه
يَشهَدُ الأفلاكَ تجْري
ولهُ في ذا غَرابَه
يَعْشقُ التّسْكينَ حَرْفاً
ضامراً فيهِ خِطابَه
شَطَّ بُطْأً عن مَضاءٍ
خَوْفَ أنْ يُؤذي إهابَه
يا لِهٰذا كيف تَحْيىٰ؟
والرَّجا تُطْفي شِهابَه
ما لكَ الأقْدامَ تُبقي
تحتَ ظِلٍّ أوْ خَرابَه؟
هل تَرى الشَّمْسَ هَجيراً
أمْ سِراجاً ذا ذؤابَه؟
خُذْ مِنَ الرِّيحِ دليلاً
حَرِّكِ النَّفسَ اسْتِجابَه
إطْرَحِ التَّقْطيبَ أرضاً
واحْرِمِ النَّحْسَ شَرابَه
سَوْفَ تلْقاها نَسيماً
بَعْد أنْ كانت مُصابَه
ما عَرفْتَ الحُلوَ حتى
ذُقْتَ مُرّاً أو صَبابَه
زَرَعَ السّاعونَ قِفْراً
صَيَّروا الصَّحْراءَ غابَه
صَعدَ الرّاقونَ بُرْجاً
ما انْثَنَوْا مِنْهُ مَهابَه
ثُرْ على نَفْسِكَ زَجْراً
قَبلَ أنْ تُرْدي ذُبابَه
أتْركِ القَعْيَ خُمولاً
والمَدى أَكْمِلْ نِصابَه
غَيِّرِ الأطوارَ لِبْساً
واسْتَدِرْ عنْدَ المَرابَه
عَدِّدِ الأفكارَ وافْتَحْ
بابَها وامْحُ الكَآبَه
غادِرِ الصُّنْدوقَ وانْظُرْ
للسَّما وانْسَ العِصابَه
سافِرِ الأقطارَ غِبّاً
إذْ تَعُدْ تلْقَ الرَّحابَه
ليْسَ ذنْباً أنْ تُرى في
غَيرِ أثْواب القَرابَه
إنَّما ذَنْبُكَ عَجْزٌ
عنْ فِعالٍ أو طِلابَه
لِلأثافي غَلْيُ قِدْرٍ
قَبْلهُ كانت حَطابَه