يُغنيكَ ارتدادا
قصدْتُ الحيّ أبْلغهُ الوِدادا
وأشواقاً تُنادِمُني السُهادا
ذهبتُ إليه في لهَفٍ أُداري
حقيقةَ ما أُقاسيه اشتدادا
وكنتُ بهِ أصابحُها وجوهاً
أُماسيها وقد وسعَتْ فؤادا
هو الحيُّ الذي يُغريك سيراً
الى رجُلٍ يلاقيك اعتدادا
هناك على حوافٍ من طريقٍ
صعوداً إنْ صدحْتَ القولَ نادى١
تقوم لمن زكا بالعلمِ دارٌ
بها العلَويُّ قد قدح الزنادا ٢
هو الأستاذُ : أخلاقٌ وحِلمٌ
ومَن بالشعر والآدابِ قادا
يكون محمدٌ في كلّ فضلٍ
على وَسَعٍ علا قدْراً وجادا
أليسَ تجاربُ الأيامِ توحي :
لمن حسُنتْ له الأفعالُ سادا
فكيف بمن على الأخلاق يُمسي
وكان على بساط العلم غادا
وبينهما فِعالٌ والتزامٌ
تبوّأت الرجالُ بها نجادا
وقد جمع الأديبُ إلى خصالٍ
علوماً حاز سعياً واجتهادا
وللفصحى يُدرّسها بياناً
لمن شغفوا بها ألِفاً وضادا
هناك بنى على الأيام جيلاً
وبالصومال أدّاهُ مُرادا
شغوفُ العلمِ همّامٌ دؤوبٌ
إلى الوادي يسيرُ يُريدُ زادا
وللقانونِ في النيلِ احتباسٌ
وللأستاذِ تيّارٌ تمادى
ويعْبرها سنيناً حافلاتٍ
وقد حذِق الفقيهُ لما أرادا
يعودُ الى البلاد وقد تجلّى
حصيفاً ماهراً يزِنُ الرشادا
وفي السبعين حين العهدُ نادى ٣
لكلّ بُناةِ مجدٍ كيْ يُشادا
يكون هنا على القانونِ دورٌ
يجيءُ به الفقيهُ أبى رِدادا
تُكرّمهُ الحكومةُ حيث أولى
له العَزَماتُ رأياً واعتمادا
يبوئهُ المليكُ هنا معالي
من الرُتُبات كان بها قيادا
وللعلويّ تحت فناء سقْفٍ
أساسٌ فوقه أرسى العمادا
هو التشريعُ ما ضُمِنتْ ذِمارٌ
وما حُفِظتْ لمن سكن البلادا
هو القانونُ لا يعلوه صوتٌ
ولا كُسِبَ الرهانُ لمن تعادى
ومَن حفظ العلومَ على اختيارٍ
هي الغرْسُ الذي يُجنى حصادا
بها الأفكارُ تنسابُ اعتدالاً
بلا شَطَطٍ بهِ نَنعي السدادا
بها الآراءُ تُسدى عن رشادٍ
بلا لجَجٍ يُرادُ به عنادا
هي الأخلاقُ والعلمُ ادّخارٌ
متى اجتمعا قصَمْتَ بها الشِّدادا
وللأزمانِ والأفكارِ قولٌ
وإنّ العقلَ يُغنيك ارتدادا
١- المقصود مدينة الإعلام
٢- الاستاذ الأديب محمد بن علي العلوي وزير الشؤون القانونية في عهد جلالة السلطان قابوس طيّب الله ثراه ، وعضو مجلس الدولة حالياً
٣- بداية عصر النهضة .