هذا ذُباب
هذا ذبابٌ غدا في عصرنا غَرِدا
يُمسي على قاذرٍ عن قاذرٍ سرِدا
يَطنُّ لا عَقِلٌ أمْراً ولا هدفاً
إلّا تفاهات قولٍ عاز مستَندا
مِن نوعِ ما باطلٍ من باطلٍ هجِنٍ
لُمّتْ على نَسَقٍ يُغري إذا وُرِدا
إذا طنينٌ دعا جَمْعاً إلى سَمرٍ
تُثني مجاميع ظنّت غُنْمها أكِدا
تأتي جموعٌ كثيرٌ قادها طمَعٌ
من سيْرها ظاهرٌ ما كان مُلْتِبدا
في دربها تعزفُ الألحانَ في طَربٍ
كلٌ مشى سادراً بنغْمها ردِدا
صبحٌ جلا ، كِذِباً ما طُنَّ عن سَفَهٍ
بدا ، فلا عسَلٌ حلْوٌ كما نُشِدا
لم يخْفُ ما غلَساً قد حيك عن نَزَقٍ
أو من ذبابٍ نهاراً أضرمت وَقَدا
من وقتهم أدركوا إذ جُرجروا غِرراً
لم يضحَ إلاّ طنيناً ، ليس ما ثُرِدا
طَفْحٌ طنينُ الحيارى ، لاهياً عبِثاً
وحشاً بدا إفتراضيّا كذا وُجِدا
إذا معانٍ مشتْ في جَوْربٍ صُنعت
للرّجلِ ما غيرَهُ ننعي لنا رَشَدا
للعقل ما من دِما ، غارت على ترَفٍ
لهواً ، وأقوال فُحشٍ صار مُحتِشدا
ياحسرتا ، عهدُ ما نحيا نضا خُلُقاً
إسفافُ قولٍ و إرجافٌ غدت عُوَدا