نشيد الياسمين
( بحر الخفيف )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
٢ ذي القعدة ١٤٤٥ هـ - ١٠ مايو ٢٠٢٤ م
فاحَ بالعِطْرِ ياسمينُ الصّباحِ
وتَنَدَّى كالفُلِّ كُلُّ جَناحِ
وعَبيرُ الزًُهور مِنْ بَعْدِ هَجْعٍ
جادَ نَشْراً يَفيضُ بالإفْصاحِ
عنْ رحيقٍ مِنَ الفُؤادِ تهادىٰ
يَقْرأُ السِّلْمَ باسِماً بِصُداحِ
فِلْذَةُ الأكْبادِ اسْتفاقوا ضِياءً
في صَديعٍ مِنَ السَّما وَضَّاحِ
مِن بَياضِ العُمْرِ اسْتَهَلُّوا جبيناً
وربيعاً بالقَطْرِ جادَ الأقاحي
وانْجلَى بالنُّورِ التِفافُ حَبيبٍ
أو حفيدٍ طَوْعَ الرّجا لَمّاحِ
ثَمَّ في الذُّرْواتِ التي إنْ تَعالَتْ
لا نَراها حُبّاً سِوى صَحْصاحِ
جَبَلٌ كالرِّياضِ غَرْساً وزَهْراً
نافِحٌ بالنَّسْماتِ لُطْفَ الرّياحِ
أخْضرٌ ما اسْتَمرَّ فينا نَهارٌ
خُصَّ تَرْسيماً مِنْ بَديعٍ وَواحي
وانْتَشى ذا الجَنانُ مِنّي مُشيراً
نَحْوَ ذَيَّاكَ الباذخِ الفَيَّاحِ
بِيَدِ الباري وُشِّيَ المَرْعُ فِيهِ
زانَ سَفْحاً يُرى كما في المَداحي
ذُقْتُ يَوماً بالحُبِّ كانَ مَليئاً
ومَبيتاً دَرَّ النَّدى مِنْ سَماحِ
في دُعا الأحفادِ انْبَرَيْتُ نِداءً
وبما نَمَّ عنْ وسيعِ انْشِراحِ
أنْتِ " مايا " خَلِّ الجهازَ قليلاً
في فَسيحِ المَكانِ يُلْهىٰ بِساحِ
يا سَميَّ الأصْلِ الذي جَئتُ مِنْهُ
يا " مُحَمَّدْ " خَفِّفْ ركيضَ النَّواحي
جاءَ " فَهْدٌ " لِلْحَوْضِ يَجري سريعاً
ليْسَ أحْلىٰ في الصُّبحِ مِنْهُ سَباحِ
عِنْدَ " لَيْثٍ " رياضَةٌ بالْأيادي
يَرْفَعُ الجسْمَ فَوْقَ كفٍّ وراحِ
و " أسيلٌ " على البَراءَةِ تَتْلو
آيَ حُبٍّ في فَرْحةٍ و مَراحِ
" رائدٌ " مَنْ لهُ الأمارةُ تَحْكي
أنَّ يَوْماً نَراهُ طَيَّ الوِشاحِ
حُبُّ " ريمٍ " في القلْبِ يَسْري رحيقاً
مِنْ زهُورٍ أوْ ناضِرٍ رَحْراحِ
" حَمَدٌ " بالأنوارِ شَقّ الدّياجي
طائراً بالآمالِ صَوْبَ الفَلاحِ
آنَسُونا والأُنْسُ مِنْهُمْ فُصولٌ
مِنْ حياةٍ في بَهْجةٍ وارْتياحِ
صُحْبَةُ الوِلْدِ كالنَّعيمِ هَواءً
رَطِبٌ بارِدٌ بِماءٍ قُراحِ
وإذا هِيْ بينْ المُروجِ نَسيماً
هَمَستْ روحٌ قبْلَ نَبْسِ بَواحِ
أنَّها تَشْقى بالجَمالِ نَضيراً
شَقْيَ قَلْبٍ بالحُبِّ بَينَ المِلاحِ
كُنْتُ أشْفي مِنْ ناظري شَوْقَ طَرْفٍ
لمْ يَزَلْ يَرْنو في انْتِظار البَراحِ
وإذا ما ألْفى مجالَ انْتِشارٍ
كانَ عنْها الْهُمومَ قاصٍ وماحِ
وخِلاجُ الضّلوعِ بيْنَ الحَنايا
فيه نُذْرٌ كيْما نُرى في انْسراحِ
كمْ يُداوي النُّشورُ فينا احْتِقاناً
ويُداري عنّا حُضورَ التَّلاحي
فُسْحَةُ الجِسْمِ ، لِلْفؤادِ تَميمٌ
ومَلاذٌ ، بينَ الرُّبىٰ والبِطاحِ
ليْسَ يُرْجى مَعَ الحياةِ هُدوءٌ
طالَما يَعْدو الْهَمُّ عَدْوَ الْجُماحِ