وَالسِّحْرُ مِنِّي
( بحر المتقارب )
قصيدةُ المُقدّمة للديوان الثاني بعد
" خِلالٌ وظِلال "
شعر : حمد الراشدي
مسقط
١٥ من ذي القعدة ١٤٤٥ هـ - ٢٣ مايو ٢٠٢٤ م
أَنا الشِّعْرُ والسِّحرُ مِنِّي انْبَرىٰ
بِعَذْبِ البيانِ لَيالٍ سَرىٰ
بِيُتْمِ اللآلي اسْتَقَلَّ الدُّهورَ
وشقَّ البُحورَ وجابَ الفَلا
بُيوتي قُلوبٌ ومائي دَوَاةٌ
ورَحْلي لسانٌ وحِبْرٌ جَرى
صَحِبْتُ اليِراعَ قَصيداً ونَظْماً
فرَقَّ المَقالُ عَذوباً غدا
لِيَ القُرْبُ داراً إلى كلِّ قَلْبٍ
لأرْوي الفُؤادَ شِفاءَ الصَّدى
وأُصْلحَ بَيْناً بليْنِ الكلامِ
يُحَسِّنُ شَيْناً أَمالَ المَلا
وليْ بالخَيالِ سُطُوعٌ وظِّلٌّ
وجُودٌ وسَكْبٌ كَمُزْنِ السَّما
وفي كُلِّ حِينٍ عَصَرْتُ الخيالَ
يَجودُ الخَيالُ سَخاءَ الضِّيا
أنِسْتُ البُحورَ حِداءً ورَجْزاً
ووَسَّدْتُ رأسي بَليغَ الدُّعا
يَطولُ مُقامي لدى كُلِّ وَجْدٍ
يُداعِبُ قَلْباً رقيقَ الحَشا
وأُدْعىٰ كضَيْفٍ تَعدَّى ثَلاثاً
معَ الظاعنينَ بِوادي الغَضا
فأكْشِفُ بَوْحاً بِوَحْيِ السُّرورِ
وأشْرَحُ سِفْراً بِعَيْنِ المَها
وللْخودِ عنْدي قُبَيْلَ الهُجوعِ
بِشَوْقِ الحبيبِ أنيسُ الشّدا
إذا ما الغَرامُ أقَضَّ الضُّلوعَ
فكُنْتُ النَّديمَ سَميراً وَفىٰ
دَعاني المُحِبُّ هِياماً تَعَنَّىٰ
فَجئْتُ بَسَبْكٍ نَقِيِّ السُّدى
حَفِظْتُ الجَمالَ وما زلْتُ أرْوي
بِماءٍ سَقاهُ بطُولِ المَدىٰ
خُدودُ الغَواني اسْتَدَرَّتْ بِوَصْفي
رَحيقَ الوُرُودِ فَشَفَّتْ دِما
ضُمورٌ لِغَيْدا ، ومَيْسٌ لِقَدٍّ
فذاك بِعَيْني ونَعْتي لها
وما انْسابَ فَرْعٌ كخَيْطِ الظّلامِ
سِوى بيْتِ شِعْرٍ بِهٰذا وَشىٰ
ولا مُدْنَفٌ يَذْرِفُ الدّمْعَ سُحَّاً
ذَرىٰ مِنْ شؤونٍ بغَيْري شَجا
ومُنْذُ الزّمانِ الذي قد مَضىٰ
عَهِدْتُ القَصيدَ حَكيماً حَوىٰ
بِذا المُصْطفى قالَ عَنْ حِكْمَتي
وكُنتُ الخَزينَ لِما جَلَّلا
وديوانَ فَخْرٍ وأمْجادِ عُرْبٍ
على المَكْرُماتِ مَضَوْا للْعُلا
وعنْدي السِّجِلُّ حُروباً وسِلْماً
وفيَّ الحديثُ نَصوحاً هَدىٰ
وللضّادِ أصَّلْتُ نَحْواً وصَرْفاً
لِنَظْمي الرُّجوعُ بِعِلْمِ اللُّغى
تَبارى الفُحولُ على النّظْمِ شِعْراً
وأحْيوا المحافِلَ حتّى يُرى
لِمنْ قالَ شِعْراً بِحُلْوِ البيانِ
وراضَ البديعَ وكَمْ حَسَّنَا
أنا الشِّعْرُ ما زِلْتَُ سرْجَ القوافي
مَطَيَّ المعاني إلى ما يُشا
مَديحي عَليلٌ كرفِّ النَّسيمِ
وقَذْعي جحيمٌ إذا ما هَجا
حَملْتُ الثَّناءَ لِمنْ رامَ مَدْحَاً
وسُقْتُ الجَوائزَ بَعدَ الثَّنا
وَبَيَّنْتُ وَسْعاً بِطيبِ السّجايا
و أنْكَرْتُ دَفْعاً بُخُبْثِ النُّوىٰ
وفي ذا الكتابِ أُرىٰ حاضِراً
بِلَوْحاتِ نَظْمٍ كأُفْقِ الفَضا
شَروقاً شَموساً بَهيَّ الضُّحى
رَقيقاً وديعاً كلَحنِ المَسا
قصائدُ تَدْعو إلى الخيرِ عِلْماً
ودِيناً يُزكِّي كريمَ التُّقىٰ
وأُخْرى اعْتِمالٌ بِحُرِّ الكلامِ
بِساطَاً تَمَطَّى ، مَضيفاً قَرىٰ
وتِطْوافُ وَجْدٍ رُبوعَ البِلادِ
وتذْكارُ وُدٍ سَنا في الوَرىٰ
وكَشفٌ لجَوْرٍ وعَصْرٍ ظَلومٍ
على أهْلِ أرْضٍ ، فحقَّ الفِدىٰ
وتَسجيلُ خَطْبٍ بنَبْضِ الشُّعورِ
وباللهِ يُرْجىٰ عِياذُ البَلا
وَوِرْدُ ظَليلٍ مِن الحُبِّ دانٍ
لحاجَةِ قلْبٍ أليفِ الهَوىٰ
بِفَضْلِ الإلٰهِ تَتِمُّ الأُمورُ
إليْهِ الثَّناءَ ومِنْهُ السَّخا
ولا غَيرَ يُدْعىٰ ولا غَيرَ يُولي
جَزيلَ العَطاءِ وجَمَّ الجَزا