شِدُّوا الرِّحالَ
*الصورة من موقع (مجلة National Geographic العربية)
( بحر البسيط )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
١٧ ذو الحجة ١٤٤٥ هـ -٢٤ يونيو ٢٠٢٤ م
شِدُّوا الرِّحالَ إلى حَيْثُ الهَوا شاتِ
وحيْثُ كَفُّ النَّدى ألْقَتْ بِمِرْساةِ
إلى المرابِعِ والغَيْماتُ تُمْطِرُها
مِنَ الرَّذاذِ لمَرّاتٍ ومَرّاتِ
إلى " صَلالةَ " مَنْ يُدْلىٰ لها خَبَرٌ
في الشّرْقِ والغَرْبِ عَنْ حُسْنٍ وَرَوْعاتِ
وعَنْ جَمالٍ يَغيضُ " الْأَلْبَ " رَوْنَقُهُ
ويَغْلِبُ " الْهَمَلايا " في المُجاراةِ
بها المَصِيفُ بِلوْحاتِ الرّبيعِ غِنىً
وكُلُّ أنْحائها عَجَّتْ بفَرْحاتِ
يا مَرْحباً أنْتَ مَنْ جِئتَ الدِّيارَ لنا
في القَلْبِ تَأْوي بلا حَدِّ ومِيقاتِ
أتَيْتَ حَيْثُ " ظُفارُ " العِزِّ تَقْصُدُها
وقد ظَفَرْتَ بخَيرِ الأَرْضِ واحاتِ
لها ومِنْ قَسَماتِ الخُلْدِ وارِفُها
ومِنْ هِباتِ السّما نَفْحٌ بنَسْماتِ
هِيَ المَسارحُ ، إنْ يسْمو لها شَجَرٌ
مِنَ المَعالي ، فمِنْ " قَحْطانَ " ذا آتِ
يَحْلو بها الذِّكْرُ عَن يَوْمٍ وجاد بِهِ
سِفْرُ الزَّمانِ بإعْلانٍ وراياتِ
ونَهْضةٍ سَلَّها " قابوسُ " كَم فَتَحَتْ
آفاقَ خيرٍ وقامَتْ بَعْدِ إسْباتِ
مِنها انْجلى لِ " عُمانَ " النُّورُ فامْتَلأَتْ
أرْجاؤها بالسّنا ، شَقَّ السّماواتِ
والْ " هَيْثمُ " الْآنَ يُنْميها ويَرْفُدُها
بالْفِكْرِ ، بالْجُهْدِ يُقْضى والإراداتِ
لهُ الخيِارُ لِمَنْ زارَ الرُّبى طَلَباً
لِراحَةٍ أوْ حَديثٍ في المَساءاتِ
أنْ يَفْرِشَ السِّيفَ أحْلاماً مُوَرَّدَةً
أوْ يُقْرِأَ السَّهْلَ أشْواقاً بآهاتِ
وَسَوْفَ يَلْقىٰ لِما يَشفي لهُ شَغَفاً
ترْويحَ عَينٍ بألوانٍ وآياتِ
طبيعةً لا تُكِلُّ العَينَ ناضِرةً
بالإخْضرارِ وِهاداً وارْتِفاعاتِ
لِلباحثينَ قَراراً تحْتَ ساريَةٍ -
هُنا - وغادِيةٍ مِنْ حَيْثُ " أرْزاتِ "
لِلقادِمينَ هُروباً حرَّ هاجِرَةٍ
على " أَتينٍ " مَقيلٌ تحْتَ خَيْماتِ
والْمُؤثِرينَ على الأسْفارِ إذْ لَمعَتْ
رُكْناً عَزيزاً كَفىٰ طَيَّ المسافاتِ
مِنْ أرْضِهمْ في نواةِ القَلْبِ مسْكَنُهُ
لِلْخيرِ فيهِ يَدٌ لمْ تُبْلَ بالّلاتِ
هُوَ العُمانِيُّ مَسْكوناً بِمَوْطِنِهِ
لا غَيْرَ أرْجائهِ يَنْحو بِرَوْحاتِ
وإنْ غدا فَلِأهْلٍ في السَّما صَعَدوا
بِكُلِّ مَيْمونِهِ نُبْلاً وطِيباتِ
والْحَالُ مِنْ كُلِّهمْ بالْبَذْلِ ماثِلَةً
لَئنْ قَرَيْنا فَبِالْمُهْجاتِ لا الشَّاةِ
وإنْ بَسَطْنا فبِالمَعْروفِ نَرْفعُهُ
فَوْقَ الرؤوسِ ، ولا يُحْنىٰ بِكَسْراتِ
وإنْ شَرُفْنا فَبالأيّامِ تَعْرِفُنا
أُسودُ غِيلٍ على وَثْبٍ وصَوْلاتِ
أَحْفادُ مَنْ حَفِظوا الأفلاكَ هادِيَها
وسَيَّروا الفُلْكَ ، وشَدُّوا حِينَ إفْلاتِ
وطَهَّروا الأرضَ ثُمَّ البَحْرَ مِنْ رَجَسٍ
وما سَمَوْها ذُرىً إلاّ بِمِصْلاتِ
واليوْمَ يمْشُونَ في ذاتِ الخُطىٰ كُتِبَتْ
شُمَّ الأُنوفِ بِفِكْرٍ لا بِنَزْعاتِ
وهُمْ يَدٌ يَقْدحُ الخَيْراتِ ساعِدُها
وللزِّنادِ إذا حُمَّتْ بساحاتِ