تُقضى المطالبُ
تُقضى المطالبُ سعْياً يغتلي تعبا
لكن متى أُنجزتْ ، صخرٌ غدا خشبا
هل ينبري ضاربٌ ما دام في غُمَدٍ!؟
تراكَ مُسْتَكناً أنساك مضطَربا
الكون في دَوَرانٍ ، أجْرُمٌ فُلُكٌ
وأنتُ جُرْمُه تصغيراً فخُذْ سببا
يجري الزمانُ وفي جريانه نَظَرٌ
للنّاس قاضٍ بأن يستحرثوا دُرُبا
سعى على أظهُرٍ حيزتْ لهُ قِدَماً
فساقها ذُللاً خدْواً تلا خَببا
لم ينتطقْ فهْمهُ في كهفه غَرَراً
لمّا رأى قَنَصاً أحْمى لينْتشبا
عن قوسه رامياً حتى جنى طُلَباً
صارت لهُ مقصداً للأمر إن طُلِبا
لم يستلذْ فاغْتدى يَلْوى على هِمَمٍ
حرّى يجوبُ الفلا يُكبي بها حَطَبا
أورى على شَغَفٍ ناراً سَرَتْ شُعَلاً
طعامُه إثرها قد صار مُرتغَبا
ما فاترٌ أبداً ، حتى إذا لُقِحت
بواسقٌ أثمرت تمْراً تلا رُطبا
مضتْ سنونٌ نما إدراكها فِطَنٌ
يُحْمى لها مِعْولٌ يعلو بهِ ذرِبا(١)
هذا طريقٌ لذي سيرٍ غدا شَرِحاً
مفروشةٌ أرضهُ بَسْطاً ليغتربا
في كل مفترقٍ يثوي به سِعَةٌ
في الرزق تُعطى لهُ من واهبٍ وهبا
وراح يذرعها إذ طوعهُ مُهِدَتْ
في غرس حرثٍ ومَعْمورٍ له انتَسبا
كما سعى بالغٌ ما كان مؤتَملاً
بذا قضى خالق الأكوان ما وجبا
أرزاقهم أزَلاً مكفولةٌ ، ضُمنت
لكنْ بداراً و فعلاً هكذا حُسبا
(١) الحدّة واصلها للسان او السيف .