سُؤالٌ لمْ يَزَلْ
سُؤالٌ لمْ يَزَلْ ذَكَراً يَتيما
وإنْ هُرِقَتْ لَهُ الأحْبارُ دِيما
وليْسَ تُعابُ في اليُتْماتِ دَعْوى
ولا حَرَجٌ إذا هَرِمَتْ عَقيما
ولكنَّ السُّؤالَ كما دَهانا
مِنَ النَّوْعِ الذي غَلَبَ الفَهيما
ولمْ يُشْهَدْ ولمْ يُعْرَفْ مِثالٌ
لَهُ زَمَناً وقَدْ وَلَّى قَديما
وما خَلَجَ التُّرابُ بها بداءٍ ،
عُمُانُ ، يكونُ مِنْ شَرَرٍ عَظيما
على شَكْلٍ كما اقْتَرَفتْ أيادٍ
وقد عَمِيَتْ وما بَرِحتْ سَقيما
به " الوادي الكبير " على المَشاني (١)
كما كَبُرَ الأبِيُّ فَلَنْ يَسوما
وكيفَ حَلا لِمَنْ رَضَعوا المعاني
وقد شَرِبوا الكؤوسَ بها نَعيما
ومَنْ قالوا لِساقي العِلْمِ زِدْنا
وإنْ عَلّوا وإنْ ثَمِلوا عُلوما
بأنْ يُمْسُوا كمِخْلابٍ وَظُفْرٍ
يُجَرِّحُها ويَنْسِفُها رَميما
لِما صَلّوا وصاموا في حِياضٍ
وما تَدْعو : صِراطاً مُسْتَقيما
بأنَ النّفْسَ مَكفولٌ حِماها
ومَنْ أفْنى لها أمْسى ذَميما
وكيفَ انْسلَّ مَنْ ضَلَّ اعْتِقاداً
مِنَ الكَنَفِ الذي حفِظ الغَريما
وهلْ غُرُّوا وكيفَ الغَرُّ جاءا
وقد حَملوا الشَّهادةَ والنُّجوما
وإنْ ضَلّوا فهَلْ خَلَلٌ عَراهُمْ
فيَبْغوْنَ الغِوايةَ والوَخيما
لقد شَقُّوا حِبالَ العُرْفِ شَقَّاً
وما عُرِفِتْ بِهِ إلاّ شَكيما
هِي العُرْوى وقد وثِقتْ دُهوراً
وتَحفِظُها المَبادئُ كيْ تَدوما
وما عُهِدَتْ أَنِ امْتَدَّتْ وجارتْ
على الإنْسانِ إذْ كُنّىٰ كَريما
ولا لِحُماتِها أنْ فارَقوها
ولا النّيرانَ شَبُّوها ضَريما
عُمانِيُّونَ نَبْتاً مِنْ جُذورٍ
على الحقِّ اسْتَوَتْ هَدَفاً وسِيما
وفي الأرضِ التي صَعدوا رُباها
بها الأفْضالُ قدْ بَسقَتْ حُلُوما
تَرَوَّتْ بالْهُدىٰ دِيناً وفِكراً
وحَرَّمَتِ الجهالةَ أنْ تَقوما
وكَرَّسَتِ العَدالةَ في الْتِزامٍ
ونَتَّفَتِ الضّلالةَ أنْ تَحوما
بأبناءٍ لها صِيدٌ طِوالٌ
وبالأخلاقِ كم وصَلوا السُّدوما (٢)
وقد نَهَلوا على ظَمَإٍ وعَبَّوا
بِما جاءَ الرّسولُ بِهِ حكيما
وهمْ وَردوا المَنابِعَ في صَفاها
وقد حَذروا السّماءَ بأنْ تَغيما
ولمْ يَدَعُوا الدَّخيلَ كما تَمَنّى
يَشُقُّ الصَّفَّ أوْ يَبْني مَخَِيما
على هَدْيٍ مِنَ القرآنِ ساروا
فلا شَطَطٌ تَلَبَّسَهُمْ عُزُوما
ولا الغُلُواءُ حازوا مِن مكانٍ
فكانَ البيتُ مَسْقوفاً سليما
يَبيتونَ الليالي في افْتِكارٍ
لِما يَغْدُونَ إصْلاحاً عَميما
ورائدُهُمْ سلامٌ كَيْ يَنالوا
رِضى المَوْلىٰ ، بِهِ أكْرِمْ رَحيما
١- حادثة إطلاق النار بمنطقة الوادي الكبير في العاصمة مسقط ليلة العاشر من مُحرّم ١٤٤٦ هـ .
٢- السُّدُوم : السّدُم وهي شكلٌ من الأجرام السابحة في الفضاء .