تُعطي الرياضةُ
( بحر البسيط )
شعر : حمد الراشدي
مسقط
٢٧ ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ - ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢ م
تُعطي الرياضةُ ما لا يُعْطَ بالكُتُبِ
و يُشْغَفُ الناسُ حُبّاً هامَ في اللّعبِ
مِن سِحرِها كُرةٍ زُمَّتْ لها قَدَمٌ
و القلبُ إذ شارِحٌ يبني على الحِسَبِ
ترى المشارِقةَ اصْطفّتْ قوافلُهم
كذا المغارِبةَ انْضمّوا إلى الطُّنُبِ
كلُّ الأنامِ هنا في شَمْلِ مُجْتَمَعٍ
مَعْبودُهم واحدٌ والخلْقُ من نَسَبِ
عَيْنُ الضغائنِ سَملى ، في الحضور لهم
غنَّتْ حمائمُهم أنْشودَةَ الطرَبِ
لا حرْبَ تُفْني لهم نفْساً ، و لا برَزَتْ
أظفارُ أحقادِهم معدودةَ الخَلَبِ
و العالَمُ المُكْتَوي نيرانَ معْمَعةٍ
أعْلى الوئامَ لواءً لامعَ الشُّهُبِ
هي " المُدَوَّرَةُ " الصُّغرى كما وُصفتْ
تأثيرُها عَجَبٌ في الناسِ مِن عَجَبِ
حتى البيوت إذا ضجّتْ ملاعبُها (١)
تمَّ اجْتماعٌ و بات الحُبُّ في رَحَبِ
و إنْ تحقَّقَ فَوْزٌ كان مُرْتَقَباً
فالسُّعْدُ قَبْل الخميس انْسَلَّ للرِّغَبِ
" قطرْ " أضافتْ و نابت عن بني العَرَبِ
و اسْتحْضرتْ أمُمَاً ترْنو إلى الذَّهَبِ
جُهدٌ كبيرٌ بهِ فازت و حقَّ لها
بطولةٌ أَخَذَتْ من واسعِ النَّشَبِ (٢)
لكنْ حُلُوقٌ لبعضِ الحاسدين لها
غصَّتْ و جاروا نفاقاً حِيكَ في الغِيَبِ
بُحَّتْ حناجرُهم بُحّاً بما نَفثوا
مِنَ الدسائسِ و الأقوالِ و الكَذِبِ
إسْتكثروا الأمْرَ إذْ يأتي إلى بلَدٍ
في أرضِها يُرفَعُ التَّوْحيدُ بالقِببِ
و جَيَّشوا ما اسْتطاعوا من دُعىً رُسِمتْ
من أجل تَقْويضهِ ما نِيلَ بالرُّتَبِ
وسخَّروا الآلةَ الصَفراءَ دائرةً
بكُلِّ مُستَفحِلٍ بالكيْدِ مُضْطَرِبِ
وزَخْرفوا لِفَقاً بالزَّيْفِ قاطِرةً
دَمْعُ التماسيح أُهْريقٌ معَ الرّيَبِ
لكنَّ حِسْبتَهم ضلّتْ ، و ما اغْتنموا
إلاّ المِرارَ على عَفْرٍ مِنَ الحَصَبِ
حَنّوا على نَفَرٍ كم كابدوا ضَرَراً
منهم ، و كم أُجْبِروا ضيْماً على وَصَبِ
قالوا ضِعافاً و عُمّالاً كما زَعموا
تُسِخِّروا ، و نَسَوْا سَوْماً على الحِقَبِ
لَفُّوا بأغلالهِ أعناقَ مَن عملوا
أو أُنْزلوا نَفَقاً يُخلى مِنَ التُرُبِ
حتى تُشَقَّ لهم في أرضهم طُرُقٌ
و تُبْتَنى مُدُنٌ بالجَصِّ والخَشَبِ
لكنَّهُ الحِقدَ مدفوناً تعيشُ بهِ
بعضُ الفئاتِ تُجيدُ النَّقَّ بالطلَبِ
و تَبْلغُ البُعْدَ بالتّطفيفِ كائلةٌ
حتى إذا انْدحرتْ هامتْ على الدُّرُبِ
هُم للنّفاقِ وقودٌ في الزّمانِ لهم
أشباهُهم أُشْربوا الأقذاءَ في الحَلَبِ
في كلِّ عَصْرٍ له إرجافُ غازلِةٍ
في الليلِ ، مِن غزْلها يُطوى على الإرَبِ
و المُرْجِفون ترى أغزالَهم حُبِكتْ
حتى إذا أُشْمِسوا حَلَّتْ مِنَ اللهَبِ
* بمناسبة تنظيم كأس العالم لكرة القدم في دولة قطر .
١ - الضمير في ملاعبها يعود الى "المُدَوَّرة "
في البيت السابق
٢- النَشب : المال .